سورة لقمان - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}
{لُقْمَانَ} رجل ينطق بالحكمة واختلف هل هو نبيّ أم لا؟ وفي الحديث لم يكن لقمان نبياً، ولكن عبداً حسن اليقين أحب الله فأحبه، فمنّ عليه بالحكمة، روي أنه كان ابن أخت أيوب أو ابن خالته، وروي أنه كان قاضي بني إسرائيل، واختلف في صناعته، فقيل: كان نجاراً وقيل: خياطاً، وقيل: راعي غنم، وكان ابنه كافراً فما زال يوصيه حتى أسلم، وروي أن اسم ابنه ثاران.


{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)}
{وَوَصَّيْنَا الإنسان} هذه الآية والتي بعدها اعتراض في اثناء وصية لقمان لابنه؛ على وجه التأكيد لما في وصية لقمان من النهي عن الشرك بالله، ونزلت الآية في سعد بن أبي وقاص وأمه حسبما ذكرنا في العنكبوت {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً على وَهْنٍ} أي ضعفاً على ضعف، لأن الحمل كلما عظم ازدادت الحامل به ضعفاً، وانتصاب {وَهْناً} بفعل مضمر تقديره: تهن وهنا {وَفِصَالُهُ} اي فطامه، وأشار بذلك إلى غاية مدة الرضاع {أَنِ اشكر} تفسير للوصية واعترض بينهما وبين تفسيرها بقوله: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} ليبين ما تكابده الأم بالولد مما يوجب عظيم حقها، ولذلك كان حقها أعظم من حق الأب.


{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)}
{يابني} الآية: رجع إلى كلام لقمان، والتقدير: وقال لقمان يا بنيّ {مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ} أي وزنها، والمراد بذلك أن الله يأتي بالقليل والكثير، من أعمال العباد فعبَّر بحبة الخردل ليدل على ما هو أكثر {فِي صَخْرَةٍ} قيل: معنى الكلام أن مثقال خردلة من الأعمال أو من الأشياء ولو كانت في أخفى موضع كجوف صخرة، فإن الله يأتي بها يوم القيامة، وكذلك لو كانت في السموات أو في الأرض.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7